Welcome! أهلاً بكم

Welcome! أهلاً بكم

الأربعاء، 17 يناير 2007

تعليقا على فعاليات اليوم الأول

أتفق بشدة مع ما ذكره الدكتور محمد يوسف أن التحدي الأول الذي يواجه تطوير التعليم الإلكتروني في مصر وبعض الدول العربية هو الثقافة السائدة .

فمن خلال عملي بتدريس الحاسب الآلي في عدد من المدارس وأثناء تعاملي مع الطلاب أو الإدارة المدرسية أو حتى الزملاء تكشفت لي بعض الأبعاد الخطيرة:

1- على مستوى الطالب : الطفل العربي للأسف ينشأ في بيئة تتعامل بشكل خاطئ مع التكنولوجيا فالطفل في البيت يتربى على أن الكمبيوتر لا يستخدم إلا في الألعاب أما الإنترنت فالغرض الأساسي منها تحميل الألعاب والأفلام وأيضا الدردشة لذلك نجد الآباء الذين يستخدمون الكمبيوتر في العمل أو في الدراسة ويمكثون أمام الأبناء في العمل الجاد من خلال الكمبيوتر أو الإنترنت مع قصر الترفيه على أوقات محددة غالبا ما ينشأ الأبناء على التعامل الجاد مع هذه الوسائل التكنولوجية ، إلا أن القلة من الأباء الذين يتنبهون لأهمية إكساب الطفل مهارات استخدام الكمبيوتر أو الإنترنت للتعليم فنجد البعض القليل جدا حريص على تعليم الطفل كيفية استخدام الكمبيوتر أو التدريب على حزمة برامج الاوفيس ليتعلم الكتابة أو تصميم العروض أو حتى يكون التعليم بالترفيه من خلال الرسم أو البرامج التعليمية الهادفة والنادر جدا من الآباء من يهتم بتدريب طفله على استخدام البرامج التي تتيح تصميم الرسوم المتحركة كبرنامج الفلاش أو الدريم ويفر وغيرها أو البرامج الخاصة بالرسوم ثلاثية الأبعاد كالثري دي ماكس أو المايا ....أو حتى تعلم لغة برمجة ، إلا أن الحقيقة تظل أن نسبة هؤلاء قليل جدا جدا وان الكثرة الغالبة من الآباء تقتني الكمبيوتر لإلهاء الأبناء باللعب فقط وربما يعود ذلك في رأيي إلى عدم وعي الآباء بأهمية التنشئة التكنولوجية للطفل بل انهم أنفسهم لا يقدمون القدوة الصالحة للأبناء فينشأ الطفل – إلا ما رحم ربي – على ثقافة اللهو واللعب والاستهلاك لما ينتجه الغير من برامج والعاب فيستحيل على هؤلاء الآباء تصديق أن الأبناء سيستخدمون الكمبيوتر في التعلم أو في تحسين مستواهم التعليمي وذلك على عكس الثقافة السائدة في الغرب لأكثرية الآباء الذين يرون الكمبيوتر وسيلة للتعلم واكتساب المعرفة .

2- على مستوى المعلمين: فما زلنا ندور في فلك الروتين والثقافة التقليدية التي تقيم إنجاز الطالب على أساس درجاته في الاختبارات والتزامه في كتابة الواجبات بعناية والتزامه الجلوس في الصف كالجماد فويل له إن تحرك أو تململ في مقعده فالعقاب سيكون جزاؤه ، إضافة إلى كثرة الواجبات التي هي اكثر من الأوقات المتاحة وفوق طاقة الطفل ، ومن خبرتي فمعلمي المواد المختلفة ينظرون لمادة مثل الحاسب الآلي على أنها مادة ترفيه ومضيعة للوقت أما معلمي الحاسب الآلي أنفسهم فيشكون مر الشكوى من إهمال الطلاب مذاكرة المادة وشرودهم أثناء الحصص ورغبتهم المستمرة في اللعب أمام الكمبيوتر فقط دون الرغبة في تعلم أي من برامجه وفي نظري أن هؤلاء المعلمين هم أنفسهم السبب في ذلك حيث انهم لم يحاولوا تقديم المادة العلمية بأسلوب مشوق ولم يحاولوا تغيير ثقافة واتجاهات الطلاب نحو الكمبيوتر بتعريفهم بالجوانب التي تعود عليهم بالفائدة من تعلمهم برامج مفيدة ومسلية في نفس الوقت .

3- على مستوى الإدارة المدرسية : لا يوجد اهتمام باستخدام الوسائل التكنولوجية في التعليم وتتباين في ذلك الدول العربية عن بعضها البعض كما تتباين أيضا المدارس داخل الدولة الواحدة بل ربما تتغير النظرة داخل نفس المدرسة بتغير الإدارة إلى إدارة أخرى اكثر وعيا بأهمية استخدام تكنولوجيا التعليم .

كل ما سبق يدور في سياق توافر المعامل والأجهزة والشبكات والوسائط الرقمية..... في المدارس ، فما الحال إذن في المدارس التي تفتقد لهذه التقنيات؟

دورنا إذن تغيير هذه الثقافة السائدة في المجتمعات العربية وهذا ليس بالأمر البعيد فهناك بعض التحولات الإيجابية التي تبشر بالخير وهناك نماذج لمدارس عربية خطت خطوات مباشرة نحو تطبيق هذه المفاهيم إلا أنها ما زالت في بداية الطريق .

أعتذر عن الإطالة وجزاكم الله خيرا.

ليست هناك تعليقات: